الاعتراف الدولي بفلسطين وتوقيته التاريخي الاستراتيجي لطالما شكّلت الدولة الفلسطينية قضية محورية في السياسة الدولية منذ منتصف القرن العشرين. ولو تمّ التعامل معها بجدية سياسية وقانونية، لكان الاعتراف الدولي الكامل بها قد تمّ في وقت أبكر بكثير، في سبعينيات القرن الماضي، حين ترسّخت أسس مؤسسية لسيادة محدودة بعد حرب الأيام الستة عام 1967 وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. إلا أن العقبات كانت جسيمة وواضحة: فقد كان النظام العالمي منقسماً بين الكتلة الغربية والكتلة السوفيتية، وكانت إسرائيل تحظى بدعم غربي قوي، بينما لم تكن فلسطين تملك الوسائل اللازمة لفرض سيطرة فعلية على الأرض. وقد أدّى هذا إلى تأجيل مسألة الاعتراف لعقود، مُحدثاً فراغاً قانونياً وتاريخياً استغلّته قوى الاحتلال. واليوم، وبعد عقود من العزلة والصراع المستمر، لم يكن اعتراف العديد من الدول الأوروبية بفلسطين محض صدفة. يأتي هذا في لحظة تاريخية تتصاعد فيها التوترات العالمية، وتزيد الصراعات الإقليمية والدولية من خطر نشوب صدام كبير، قد يُضاهي حربًا عالمية جديدة. يهدف الاعتراف اليوم إلى ترسيخ مكانة فلسطين ككيان قانوني دولي، لا كهدف للاحتلال،...
