يارب .. يا الله  ،،
بقلم  : صدى البطل  ,, أيمن فايد

كم من الوقت مضى منذ زيارتك الأخيرة!!
إنني من طول غيابك هذه المرة أصبحت فاقدة الإحساس بالزمن فى كل يوم أستحضر وجهك .. في كل ثانية أراك معي .. أتكلم معك أناقشك .. أجادلك أشاكسك .. وأنت قابع جوارب فى النهار .. أغلق يداى بشدة عليك لا أشعر إلا وأنا أضعط على صدري أنا فأفيق.

فى هذه اللحظة فقط.

فى هذه اللحظة أعرف أنك لست معي .. أشعر أنك غبت كثيرا كثيرا ..هذه المرة!!

لماذا غبت عني؟ .. أشعر أنني شحنة من احساس مضطرب مبهم كانت حياتي سعيدة يوما ما ولكن يبدو لى أن شيئا غير طبيعي حدث أسأل نفسي لماذا تشتت شملنا ولا أدري لماذا لا أستطيع أن أقنع نفسي أن غيابك عني شئ طبيعي .. إنه يبدو لي شيئا غريبا مبهما عصيا على الفهم ولم تستطع نفسي أن تتحمل هذه القسوة المميتة من الحياة.
هذه الحياة التىتفرق بيننا وبين من نحب ثم تختار لكل واحد طريقا يمشي فيه مرغما لا أستطيع أن أنسى هذه الحقيقة.

كان شعوري بغيابك عنييتملكني وشعوري بهذه الطريقة يفزعني ويخجلني. وكنت اعرف بيني وبين نفسي أنني حساسة جدا وأرغب أن تبقى مع . الٱن أشعر برغبة خاصة فى أن أكون معب وأشعر أيضا أنك يتغيب طويلا وأحس فى أعماقي عشرات النزاعات الجامحة تتوالد ويبدو أنها لن تكف عن توالدها حتى نهاية حياتي، كنت أحيانا أكافح هذه النزاعات حتى لا تخرج من نور صدري إلى ظلام الحياة وأحيانا أخرىأضعف وأنساق معها فىتيارها القوي لكنني كنت دائما أءكر أيامنا القليلة السعيدة، كنت أعيش فى البيت الهو وأمرح ويبدو لي املا براقا فى أن ألقاك فاحلم بأن يجتمع شملنا مرة أخرى وتعود الأيام الجميلة نجلس معا نأكل معا ونضحك معا من أعماققنا ونتقاسم الحلم معا.

فى كل يوم أظل فى جلستي حتى تغرب الشمس أءهب وأعود فى مساحة بين الألباب والشباك أنظر إلى الشارع وأعود اقرأ الصحف وأدفن عيوني بين سطور الكتب لكن عقلي وقلبي يبحثان عنك.

أيام وليالي وانت لا تعود فمضيت أرب فى الطرقات العادئة على غير هدى أشعر بشئ غير عادي ووجدتني أخكو بلا وعى  فى طرقات الحى الذي كنا فيه .. هبت على نسمات مشبعة بالذكريات العزيزة هناك غير بعيد من هنا عشنا أسعد أيام حياتي قبل أن تشتت شملنا رياح الحياة العاصفة كان الظلام والهدوء يشملان المكان كله إلا بصيص من أضواء خافته تشع من خلف بعض النوافذ المغلقة.

أحسست بالحنين يقود خطواتي إلى هناك فى هذا المكان كنا معا اقتربت منه لمسته بيدي فازدادت نبضات قلبي واعتصرني الحزن كم وددت أن أقبل هذه الصخرة وشعرت برغبة في البكاء، المكان مظلم لا ضوء وأخذت أتصور كل شئ قضينا فيه أسعد أيام العمر .. هنا جلسنا نأكل ذات مرة فى هذا المكان ظللت واقفة أحظلق فيه، بقلبي ينبض بالحب لكل ذرة رمل فيه فهى تحمل رائحتك.

من جديد وجدت نفسي وحيدة والليل يتقدم إلى قلبي ووجددتني أدق على كل الأبواب، وأسال كل من يعرفونك وأسأل من لا يعرفونك فقالوا كان هنا ولكن لن يعود إلى هنا فقد ذهب فى رحلة لا رجوع منها لقد استهد .. لا لم يمت إنني أعرف إن حبيبي لا يموت أن النهار لا يموت أن الشمس ستظل فى قلب السماء باقية خالدة لا تموت أن الحلم سيظل يضئ فى عيون الصغار ولا يموت ..أن صلاح الدين الذي تكون منك فى لا يموت....

فى هذه اللحظة تمنيت .. ولأول مرة أتمنى المستحيل .. تمنيت أن يمنحنى الله قدرة سليمان لخمس دقائق أسأل فيها عنك الريح .. والطير وأوراق الشجر .. شئ خفى فى داخلى يخبرني أنك ما زلت حيا .. يارب!! يارب!! يا الله.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة