تَراتِيلُ الغِياب

مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكَ، ذَابَ الخِطَابْ
وَصَارَ وُجُودِيَ مَحْضَ اغْتِرَابْ
أَنَا الْعَاشِقُ الْمُسْتَغِيثُ بِنُورٍ
يُنَاجِي التَّجَلِّيَ بِغَيْرِ احْتِسَابْ.. 
أَطُوفُ بِرُوحِي كَأَنِّي يَقِينٌ
يَذُوبُ بِلُطْفِ اللَّطِيفِ الْمُهَابْ
أَرَاكَ بِقَلْبِي كَنُورِ الْمُهَابِ
تَجَلَّى، فَفَاضَ بِقَلْبِي السَّحَابْ.. 
أَيَا مَنْ سَكَنْتَ مَوَاجِيدَ صَدْرِي
وَنَادَيْتَ وَجْدَ الرَّقِيبِ الْمُجَابْ
تَكَلَّمْتُ عَنْكَ... فَخَانَ بَيَانِي
وَأَلْجَمَنِي فِي حَضْرَتِكَ الْغِيَابْ.. 
أَنَا فِي هُيَامِي كَعَبْدِ رُبًى
يُقِيمُ الْمُنَاجَاةَ رَغْمَ الْعِتَابْ
فَدَعْنِي عَلَى بَابِ جُودِكَ عَبْدًا
يُقَبِّلُ فِي الْخَلْوَةِ الْأَعْتَابْ.. 
مِنْ أَجْلِ عَيْنَيْكَ، مَزَّقْتُ ذَاتِي
وَصِرْتُ عَلَى بَابِ عِشْقٍ خَرَابْ
وَمِنْكَ تَعَلَّمْتُ أَنَّ الْهَوَى
فَنَاءٌ، والْحَيُّ فِيهِ الشَّبَابْ.. 
إِذَا مَا نَطَقْتُ، تَنَزَّهَ صَوْتِي
وَسُبِّحَ بِالْحَمْدِ دُونَ ارْتِيَابْ
فَفِيكَ صِفَاتُ الْجَلَالِ تَجَلَّتْ
وَفِيكَ جَلَالٌ... يُذِيبُ الْحِجَابْ..
        
           زينب ندجار
             المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة