💗ظلالُ الشك💗

(على البحر المتقارب – بقلم الأديب الدكتور الشاعر كريم حسين الشمري)

يُـعانقُ شكًّا بأضلاعِـهِ
ويُغرمُ بالشوقِ في مضجعِـهْ

تحبُّهُ أنفُـسُ اليَـمِّ في
سكونٍ كأنفاسِ مُستسمِعِـهْ

تعثّرَ شوكُ الأسى مُدّعٍ
بمطرٍ كأنفاسِ مُدلَـمعِـهْ

يُبدّدُ سَحبَ الوجيفِ المدى
ويسقطُ خيطًا منِ المُقنِعِهْ

تَـوهّمَ خطوًا على لَحدِهِ
وخانَ دموعَ الأسى مُدمعِهْ

وأشرقَ نورٌ على الحائلات
كأنَّ الزمانَ تنفّسَـعِهْ

تصدّعَ سِلسالُ دَمْعِ الحنين
بـقيدِ الحَسَـراتِ مُفجِّعِـهْ

كـظلِّ التُـمرِّ على هامَةٍ
أهانتْ حيواتِنا المُفزِعِهْ

وقفتْ تموّجُ مثلَ السكوت
بأنقاضِ لحنٍ وذكـرَ صِـفَـهْ

كأنّ التحدّي دخانُ الهوان
يُلفّ بعُمْقِ الزمانِ الخُـفَـهْ

بقايا دموعٍ يُسَلِّي بها
فؤادًا جريحًا، سقاهُ الأسَـفَهْ

تراقصَتِ الرُوحُ عندَ العواء
كأنّ الحنينَ ارتجافُ الصَّدَفَهْ

وفي كلِّ وزنٍ صدىً باكياً
يُحاكي الأنينَ، ويمحو الطُرَفَهْ

نسينا النِّظامَ، وأشواقُنا
تُبعثِرُ ليلَ الأسى كالسُّدَفَهْ

وعانقنا الظلَّ من قبلةٍ
على الشفَةِ المرهَفَةِ اللَّطَفَهْ

وذا وجهُ محبوبِنا قد سَنَا
كجيدٍ يُعانقُ نورَ التحَفَهْ

وثارَ الصدورُ ولم تنتهي
رغائبُ صدرٍ على شُرفَـهْ

وقد ورثَ الجهلُ من دهرِنا
رقابًا تعاني من الرجفَهْ

تُغازِلُنا ريحُ وردِ الخلود
كأوتارِ عُودٍ بغيرِ الكُـنَفَهْ

وفي كبرياءِ المعاني سَنَا
يشُدُّ الشجونَ إلى لهَفَهْ

تهيّجُ أوطانُ إحساسِنا
ويُرعِبُنا وحيُها والرَّهَفَهْ

على قارعاتِ السحابِ اشتكى
حروفًا تُمجُّ الصدى والعَـنَفَهْ

يضجُّ الزمانُ بأذواقِهِ
ويزهو بِما شاءَ من حُرُفَهْ

يُجمّلُ كيفَ اختلاقِ الجمال
ويُشرقُ بالأدوِرِ المُختلفَهْ

وتعبثُ أحلامُنا بالصدى
كأنّ الثُريا تلونُ صِفَـهْ

وإنْ قالَ رجزٌ: "هُنا وعيُنا"
فكم أذلَلْنا بِهِ مُنجرفَهْ

فآلهةُ العشقِ فينا تُدان
وتُنفى، كأنّ الهوى كارثَهْ

تأمّلْتُ حتميةَ الوجودِ
فسَخِرْتُ من الدربِ والراصِفَهْ

تهيّأَ ظلامٌ لطردِ الضياء
وأغرقَ دربَ الرجاءِ بِكَفَّهْ

يعيشُ الزمانُ على حرمانِهِ
كأنّ المذاقَ دُموعُ الصَّفَهْ

فيسقطُ صَبْوَتُنا بالسكوت
كأنّ الطفولةَ شقّتْ شُرَفَهْ

كطلّةِ فجرٍ بها شقَقٌ
تهوى المساميرَ نحوَ الجُرفَهْ

بجسدِ الجدارِ تمنّتْ رؤى
فما عادَ يُبصرُ إلاّ الخُطَفَهْ

وعدٌ تنهدَ من فكرِنا
كساحلِ عقلٍ غفَتْ ضِفَفَهْ

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة