من وَحْيِ عينيكِ 

من أين أبدأ لا شمسٌ ولا قَمَرُ
  والرّيحُ تعصِفُ والأمطارُ تنهَمِرُ 

وهاجِسُ الشِّعرِ في جَنْبَيَّ مُضْطَرِمٌ
  وليس ثَمّةَ ما توحي به الفِكَرُ 

يومي إلى اللاّمَدى مُسْتَجْلِباً صُوَراً
  لكنَّها لم تَرُقْ في رأيِه الصُّوَرُ 

وراح ينظرُ في خوفٍ وفي خَجَلٍ
   إلى السّماءِ ونارُ الصَّبرِ تسْتَعِرُ 

لعلَّ وَحْياً مِنَ الإلهامِ يُسْعِفُه 
لعلّها تنْجلي الآياتُ والسُّوَرُ 

وها هي انْكَشفَتْ عن دُرّةٍ حُجُبٌ
  في ظِلِّها يخْتفي حُسْنٌ ويَسْتَتِرُ 

حُسْنٌ تجَلّى وجَلَّ اللهُ بارِئُه
وكاد طَرْفي لِفَرْطٍ فيهِ ينْحَسِرُ 

فكُنتِ أنتِ وقد أُرْسِلْتِ مُسْعِفَتي 
   بكِ انْجَلَتْ ظُلَمٌ والليلُ والسَّحَرُ 

وانْشَقَّ فجْرٌ مِنَ الإصْباحِ حينَ بَدا
  لي مِنْ جَبينِكِ نورٌ راحَ يَنْتَشِرُ

تنَزَّلَ الوَحْيُ منْ عينيكِ في صُحُفٍ
  جادتْ عَلَيَّ بها الآماقُ والحَوَرُ 

وصرْتُ أرسُمُ فوقَ الطِّرْسِ قافيةً
  شِعْراً بِلا لُغَةٍ مِمّا يَعي البَشَرُ 

وإنْ أعْمَلوا العقْلَ في مَنْأى قُلوبِهِمٌ
فليس يُفلِحُ لا فِكْرٌ ولا نَظَرُ 

هُمُ المَجانينُ أهْلُ العشقِ وَحْدَهُمُ
  مَنْ يَفْهمونَ لغاتٍ صاغَها البَصَرُ 

قَبَسْتُ منْكِ حُروفَ الشِّعْرِ أكْتبُها
  مِنْ وُحْيِ عينيكِ ما ضَجّتْ بها الدُّرَرُ 

(فالحرفُ يبدأ من عينيكِ رحلتَه
كل اللُّغاتِ بلا عينيكِ تنْدَثِرُ) 

م.نواف عبد العزيز 
  أبو عبادة 
  ١٥/٥/٢٠٢٥

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة