صدٌّ مِمْراح
هَوى فانْطَوَتْ ثَمَّ أفراحُهُ
وهَبَّتْ مع العِشْقِ أتْراحُهُ
فؤادٌ تَلَظّى بجَمْرِ الفِراقِ
وحَفّتْ به النّارُ تجْتاحُهُ
فلا الدّمعُ أخْمدَ فيه اللّهيبَ
ولم تُطْفِئِ الشّوقَ أقداحُهُ
فراحَ يُعاقِرُ خَمْرَ اصْطِبارٍ
عَساها تُزيلُ الجَوى راحُهُ
وتُبْرِدُ قلبَ حبيبٍ مُعَنّى
نَأَتْ عنهُ في الحبِّ أطماحُهُ
يُعاني الهوى لم يذُقْ حُلْوَه
ومُرَّ الهوى كان يمْتاحُهُ
فَيُلْهِمُ فيه جميلَ المَعاني
قصيداً تَفَنَّنَ شُرّاحُهُ
غدا شاعِرَ الحُبِّ بعْدَ النّوى
وأصْقَلَتِ الشِّعرَ أبْراحُهُ
وصار يبُثُّ شُجونَ الهوى
وتنشُرُ شَكْواهُ أرْياحُهُ
فتَهْوي إليه قلوبٌ تَئِنُّ
ويجْذُبُها منه إِفْصاحُهُ
فإنْ يَكُ عانى مِنَ الحُبِّ صَداًّ
وليلاً تعَذّرَ إِصْباحُهُ
فلم تَطْرُقِ الشّمسُ أيّامَهُ
ولم تعْرِفِ الكوْنَ أَصْباحُهُ
فحسْبُ الفتى قد غدا شاعِراً
تَضُمُّ قَوافيهِ ألواحُهُ
فيَقْصِدُهُ الشعراءُ طِراباً
فيُبْهِرُهم منه إلْماحُهُ
وتُغْري المَشوقينَ مَيْلاً إليه
وتُؤْوي المُحِبّينَ أدْواحُهُ
فلا تشْكُ بُؤْساً إذا ما ابْتُليتَ
بِصَدٍّ فلِلصَّدِّ إمْراحُهُ
م. نواف عبد العزيز
أبو عبادة
تعليقات
إرسال تعليق