اِمضِ بنا يا نهر ...!
نصٌ بقلم : د. عبد الرحيم جاموس
يا نَهرَ الشَّوقِ،
يا نَفَسًا يَنهَضُ ...
مِن أعماقِ العَطَشِ،
ويا وِردةً أزليَّةً ...
تَفوحُ على جَبينِ المَساءِ،
اِمضِ بنا...
فالعُيونُ أرهَقَها الانتظارُ،
والقُلوبُ ما زالَت تُسافِرُ خَلفَكَ،
تَطرُقُ أبوابَ البَحرِ كالأمنِيَّةِ...
***
اِمضِ...
فإنَّ اعوجاجَ الطُّرُقِ ...
لا يَكسِرُ إرادتَكَ،
ولا المَسافاتُ تُطفِئُ نَشيدَكَ،
والبَحرُ يَعرِفُكَ،
يَفتَحُ ذِراعَيهِ ...
كأمٍّ تُلَبِّي نِداءَ وَلَدِها العائدِ...
***
يا سيِّدَتي...
لَكِ الوَفاءُ إذا ضاعَ الوَفاءُ،
ولَكِ الأحرارُ ...
إذا تاهَتِ الطُّرُقُ،
ولَكِ ما في الرُّوحِ ...
مِن نَذْرٍ ووَعْدٍ،
أنا كُلِّي لَكِ،
ليسَ لي سِواكِ...
أنتِ البَدءُ والنِّهايةُ،
أنتِ الأرضُ ...
التي لا يَشيخُ حُلمُها،
ولا تَسكُتُ أناشيدُها...
***
وها أنا أُبصِرُ ...
في الأُفقِ بُزوغَ فَجرٍ جديدٍ،
تَتَفَتَّحُ فيهِ زُهورُ الحُقولِ،
وتَضحَكُ ...
المآذِنُ والكنائِسُ معًا،
ويَرتَفِعُ صَوتُكِ ...
نَشيدًا لا يَكسِرُهُ عَسفٌ،
ولا تُطفِئُهُ رِيحٌ...
***
اِمضِ بنا يا نَهرُ...
فالآتِي أجملُ،
والحُلمُ أرسَخُ،
والوَعدُ باقٍ،
إلى أن يَصِلَ المَصبُّ..
فنَصِلَ معَهُ...!
د.عبدالرحيم جاموس
الرياض/ الأحد
تعليقات
إرسال تعليق