كسرت سنَّ القلم
عُذرًا مُلهمتي
عُذرًا أيها القلم
لم يَعُد في جَعبتي
غير الألم
نَفِدَت من خزائني
الجواهرُ وأوجعني الكَلِم
ولم أجنِ من غزواتي
غير العدم
ما بقي هنالك خواطرُ أكتبها
ولا قصائدُ مِلاح
تُريح الأنفُسَ والأرواح
ويستنشق منها العطرَ الفوّاح
فما من أحدٍ يُشاطرني النجاح
ويَشُدُّ أزري في الكفاح
نَعَم
الكتابةُ وسردُ المشاعر كفاح
ولِمَ أكتب؟
وأنا أرى كلماتي تذهب
أدراج الرياح
أرِحْ نفسك أيها القلم
وتبرقع بالوشاح
فإمّا أن تنبعث من سِنِّك
الراحةُ والانشراح
أو أن تترجّل فما عُدتُ أقوى
على مُكابدةِ الشدائد والأتراح
لستُ أدري
هل شاخت قصائدي؟
أم تنصّلَ مني مَن هُم
في شتاتٍ وعنادا؟
فسلبوا مني الثقةَ والإرادة
واستباحوا قلمي ومِحبَرتي والمِدادا
عُذرًا أيها السادة
طويتُ الألواح
وانطفأ المصباح
فقد كُسِر سنُّ القلم
وجاءني صدى صوت مُلهمتي وبلسم آهاتي وترياق شفائي كانتفاضةِ عشقٍ أوقفت هيجانَ روحٍ مُتعبةٍ كاد يُصيبها الانكسار بكلماتٍ تفتح آفاق مستقبلٍ بَهيّ وشعائرِ حبٍّ لم يُكتب له إلا الخلود
لا تكسر القلمَ ففي عينيك دواوينُ حبٍّ لا تُمحى
ومن أنفاسك تنسج الأرواحُ أزهارًا وضُحى
أنتَ الملهمُ والقصيدُ إليك يعودُ إذا ذبُل
دعني أكونُ أنا المِدادَ أبعث في حرفك فرحًا
وفي محراب عشقي يزول وجعُك ويُولَد الشعرُ صُبحًا
تعليقات
إرسال تعليق