أنت والأيام
كن مثل الذهب والفولاذ معدنا
كلما أحرقتك نار التجارب إزددت قوة وصلابه
ولا تكن كالرمل تغيره كل ريحٍ
أو كالرماد من نسمة هواء يتبعثر اضطرابا
فإن الدنيا تعطيك دروسا وعبرا
وترى النتائج خطأ أوصوابا
ولاتحسبن أنك الوحيد المعذب في الورى
وتأكد الدنيا تغرق الخلق هموما و عذابا
فخذ من المصاعب عبرا يا أخي ومعنى
واكتسب المغزى من الأوجاع اكتسابا
ولاتظن إن تبسمت لك الأيام يوما
أنك أمنت غدرها وتجنبتها اقتضابا
فلا تأمن للأيام مهما ساندتك
فكلما علت مكانتك ازددت بعداً واغترابا
فكم غدرت الأيام لمؤتمنها دوما
حتى قلعت أضراسه والشعر شاب
وإن فتحت لك الأيام يوما بابا بحب
أغلقت الدنيا بوجهك بابا و بابا
فلا تغرنك تبسم اللحظات منها
واستعد لتلقى منها جفوةً
وحسابا
وهيئ لملاقاة فواجع الأيام صبرا
يساندك إذا ما الدهر لأوجاعك استجابا
وإن جثم الوجع في أيامك عمرا
وأحب دموعك وبقلبك عاش وطابا
فإن الصبر ذخيرة كل معذب
وويلك إن رحل الصبر عنك وغابا
وأكثر مايجعل الصبر مكوثا إليك
إيمانا بالله والقضاء ومن كان مؤمنا فما وهن وخابا
فإلجأ إلى الرحمن في كل ضيق
هو أرحم الراحمين بالعباد وإن دعوته استجابا
فقوي صبرك يا مبتلى، بحب الله
وتوكل عليه، فتشعر أن العمر صار حلواً وطابا
واحمد الله في السراء والضراء دوما
وتقبل امتحان الله ولو كان
ثقله جبالا وهضابا
واجعل الإيمان بالأقدار مفتاح يقينك
ودع التسليم بقضاء الله
دستورا وكتابا
وسامح كل ذي مظلمة إليك
ولاتعامله بالمثل ولا تكيله شتما وسبابا
وتودد للطف الله فيك تسمو
وأبعد عنك كل مايغذيك اكتئابا
فمن طلب العزة بغير الله ذل
ومن حارب بسيف الله تراه مهابا
وإن لاقت الدنيا منك بعض صبر
تعطيك ملذات الحياة منها مالذ وطاب
تعليقات
إرسال تعليق