صرخة بين الركام
بقلم زهير جبر
عندَ سيطرةِ الحدود أوقفوني،
سألوني: من تكون؟
قلتُ: ميتٌ… ألا تعلمون؟
أنني من وطنٍ عاش سنينًا في السجون.
منذ عامٍ كنتُ أسأل: من أكون؟
يا سيدي، هل من جوابٍ للسؤال؟
نحنُ يا سيدي، مجزَرون،
تأكل من لحومِنا الطيورُ،
والكلابُ… والقطط.
نعيش في أحلامنا،
ننام في الشوارع مشردون،
وحينما نفز،
نعود للسؤال: من نكون؟
لا جواب… فالكل صامت،
أشباحٌ تمشي بين أكوامِ الركام،
وكلابٌ تنهش الطفل المسالم،
تنهشُ حتى السلامَ…
في الشوارع، في الأزقة،
بين أحضان المأتم،
دمُنا يجري ولا يهتم سائل،
من نكون؟
منذ عام كان يسألني الجدار،
فيه صدعٌ، فيه آثارُ انتحار،
كانت الدمعةُ تأتي
من شقوقِ الأرض،
والعربُ… نيام.
يُكبَّرون في الجوامع،
عل صرخةٍ تأتي
من قائدٍ أو حاكمٍ غيور…
دون جدوى يا صديقي… دون جدوى.
فنحنُ يا سيدي،
سلعةٌ مبيوعة،
تعليقات
إرسال تعليق