الفراغ  ✍️ أحمد جاد الله

يا فراغًا في الحنايا يستكينْ
صمتُهُ في وحشةِ الليلِ المُبينْ

يُطبقُ الأجفانَ، لا شيءَ يُرَى
غيرَ ظلٍّ باهتٍ، حُزنٍ دفينْ

تثقلُ الساعاتُ فيكَ يا فراغْ
والأماني تذبلُ دونَ بلاغْ

لا صدى يُجدي، ولا همسٌ خفيّ
غيرَ وحيٍ من شجونٍ أو صُراخْ

في متاهاتِكَ تجري أفكارُنا
تطلبُ النورَ، وتخشى أقدارَنا

هلْ نرى فيكَ سكونًا أمْ عذابْ؟
أمْ هروبًا مِنْ ضجيجِ أسرارِنا؟

قد تكونُ الموتَ، أو صمتَ العدمْ
أو تكونُ الأرضَ ما قبلَ القَدمْ

حيثُ لا شكلٌ، ولا لونٌ، ولا
غايةٌ تُرجى، ولا حبرٌ وقلمْ

يا فراغًا يغتلي في الصدرِ نارَا
هلْ ستُبقينا حيارى دون قَرَارَا؟

أمْ ستُهدينا إلى شطٍّ أمينْ
بعدَ ليلٍ طالَ فيهِ الانتظارَا؟

ربما أنتَ البدايةُ، لا الختامْ
صفحةٌ بيضاءُ تنتظرُ الكلامْ

فاملأ الكونَ صدىً أو صرخةً
أو دعِ الصمتَ يُعانقُ الأحلامْ
Ahmed gadallah

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة