أرض الحرية وعشاق الحرية
لقد نشأنا بين أجيال ، كانت ماتزال دموع اليتيم تسيل ، والأرملة ، والثكلى ، وذكريات التاريخ ورفاق الجبال ، وكأني كنت أحس صيحاتهم في كل مكان ؛ الله أكبر ،كان رنينها بأذني في كل خطواتي بالدريعات .
لم أكن أعرف من الدنيا غير قريتي ؛ هي التاريخ ، وهي الجغرافيا ، وكأني بالصخور تحدثني ، والأشجار ، وتقول لي : هل تعرف من مر ذات من هنا ؟ هل تدرك ما وراء كل شبر ؟ أتعرف أن الشمس هنا تحب اختراق الجبال؟ وهل تدرك لماذا ؟
سلها ستخبرك ، حتما ستقول لك : أنها كانت تسأل خالقها ، وتترجاه حتى تخرج سريعا ، لتراقب خطوات الأحرار هناك ، وكم تحب خيوطها نشر الدفء عليهم ، فهم خلقوا للحرية ، وكم تكابد الشمس من عناء لتخرج من خلف الجبال والتلال ، وعلى سراب أخر نقطة في الجبال كانت تودعهم مع الغروب
لم تخن الأرض عشاق الحرية ، من عبد القادر ، وعميروش ، النعيمي ، علاوة ، الحسين ، سعيد ، حميمي ...كم كانت معشوقتهم تهواهم ، ويهيمون بها ، تعطيهم الأمان ، وتحس بأنهم يحمونها ، فتشتاق لهم ، ويودعونها كل مرة الوداع الأخير ، فتفرح بمن يعود ، وتذرف بنات العيون على كل غائب لايعود .
هي الأرض ، تحفظهم ، وتحفظ نبرات صوتهم ، ووجوههم ، ووقع نعالهم على أديمها ، وكم تعشق أناشيدهم وترانيم الحرية ، يرددها الصغير ، وتتغنى بها النسوة ، وقد يبكي بها الرجال خفية وهم يتذكرون رجالا ألفوهم ، فصارو ا إخوانا ، قاسموهم الأيام متوالية ، والأحلام نسجوها ، بعنوان متى تبزغ شمس الحرية .
لقد أشرقت شمس الحرية ذات يوم ، كان الوداع بين الأرض والأحرار ، ذكروها في خيالهم ، وربما ذكريات الدم هناك وفراق الرفاق أنست البعض الأرض ، ولكنها ، لم تنساهم ، وأظنها تقول لهم سارعوا لكتابة ، ذكرياتكم وأنتم تطلبون الحرية فوق ترابي .
الأستاذ بوهدي المختار المسيلة الجزائر
تعليقات
إرسال تعليق