قسوة الحياة :
هي الأيام تقرحني تباعا
وتدمي للحشا وبلا توان
رفاة سعادة مرت بقربي
بتابوت تكفنه الأماني
سأردمها وأدفنها وأبكي
وأسقيها بعطر الزعفران
فلا الأيام تسعدني ببشرى
وفقر العيش يطفح بالهوان
حسبت الدهر يجعلني سعيدا
فقام الدهر بالألم ابتلاني
وأجرع بالزمان كؤوس ذل
وكم من قائل ذا الحال فان
فما خلت الزمان يخون يوما
وإذ به من مساوئه كفاني
عيون الناس قد ذرفت دماء
وأحداق جست والهام حاني
لما لاقت من الظلام جورا
برغم وعودهم طيب التفاني
كتمت الضيم بالأحشاء حتى
جفاني من طعامي الأحمران
وزعرور الرجال يميل تيها
ولا يدنو ويقرب من فلان
يلوح وفي عصا يده افتخارا
وينطع بالكلام على الثواني
وكم من قائل مهلا رويدا
فليل الظلمة الدهماء فان
فمهلا يا صديقي ثم صبرا
ولا تسرع فإن الصبح دان
فإن بان الصباح ولو تراءى
ستزهر في خوافقنا الأماني
كثير الأمهات بكت نواحا
وتذرف للدموع مدى الزمان
على أطفال قد نامت جياعا
ومن جهة على جور الأوان
فكيف الإبتسامة يا صديقى
ووجهي عابس في كل آن
وفي هذا الزمان فكيف نبقى
وضيق العيش أوغل بالمكان
أعدل الدهر مشمول بهذا
وهل هذا جدير بالتفاني
فربي عالم حال البرايا
وأرجو الله بالطيب انتقاني
.................................
بقلمي : غسان الضمان- سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة