وجوه من رماد.
................
نزالٌ أسدل ستارَه،
وغزّة ترحل في تاريخ الغياب.
كلُّ شيءٍ غدا رمادًا، وغبارًا، يضجّ بالصمت والخراب
يتسامر الزعماءُ،
وخُطبُهمْ تتهادى كألحانٍ تعزفُ على وترِ التعساء..
كأنّ الكلمات تُعزَف على جثثٍ لم تبرد بعد رغم برد الشتاء..
راقصاتُ الغجر يرقصنَ على جراحٍ عارية
تحت أضواءٍ مخمليةٍ تُخفي ما لا يُخفى من وجعٍ ودمٍ وارتباك.
وفي أقصى الوجع، كانت غزّةُ تئنُّ بالجراح
تُواري شهداءها برهبةٍ كأنّه صلاةُ الأرض،
وصاحبُ العزاءِ يلوذُ بالعراء...
طعامُه غبارُ القنابل، وضمادُه رمادُ الحرائق.
يسكبُ الأسى بأذيال البؤس
كما تجرُّ الشمسُ أذيالَ الغروب نحو آخر المساء..
حيث لا أمّ تنعي أبناءها،
فقد نامت معهم تحت الركام.
ثم دُقّت طبولُ السِّلم بعناقٍ باردٍ بين الزعماء
بينما شعبُ غزة يبحث في الرماد عن وجهٍ كان يُشبه الوطن.
تعليقات
إرسال تعليق