(صالحتُ فى المُختـار شعـرى)
-----------------------------------------
لمـا رأيتُ الشـعـرَ يَزهـدُ بَحـرهُ
والـوزنُ أقـسـم أنه لـن يعزفا
واللـيلةُ الـغـرّاءُ يوشكُ فجـرها
والشمـس أن يتَجلَّـيا للمصطفى
( أيقنت أني لا محالةَ عاجـز)
عن بيت شعـر للحبيب مُطَوفا
ذَكَّـرته بابن الخلـيـل وشـعـره
وبأنغمي والحرف حين تعارفا
بمُعـلـَّـقـات ذُهِّـبَـت أبـيـاتُـهـــا
فى غيرحق للـطواف أوالصفا
أفمن أضاءَ بوحـي رب كوننا
وأبان حــرفا قـبـلـه لم يُنصـفا
أولى بوصفك ـ أم جمال بثينةٍ
وعيون ليلى ـ إن أردت تعَفـُّفا
والـيوم يا شعري أهـلَّك مولـدٌ
والحرف فيك مُؤهلٌ أن يُسعفا
فلمَ التـَّقاعسُ قـد ظـننتك ناسـيا
فـبدأت فى خجـل أزود مُـلـَطِّـفا
فمتى تُـبادرني لأنــهـض مادحا
ومتى الحروف تلين حتى أقطفا
**********
لما رأيت الـشعـرلامَ قـريحـتي
واغتال شوقي ثم أقفل زاحفا
آثــرْتُ ألا أشــتـكـي إلا لـــه
كى يَـستـفي أسـبابه أو يأسفـا
ساءلتهُ:ياشعرهل أخزيت حرْ
فا بالـجـفا فأصـرَّ ألا يُسـعـفـا
أم غُصتَ فى لُـجٍ فَمَسَّك طائفٌ
وأبت شياطين الهوى ألا تَعزفا
أم أن بُخلك بالصلاة على الحبيـ
ب أصابني فانتابني منك الجـفا
يا شعرعيب إن هـدى محمــد
بعـد الكتاب كتابُ نهج يقتـفى
********
فأجاب شعري:ما لهوت ولا جفو
تُ ولابخلت على النبي المصطفى
لـكـنني ــ وأمام قـدر مـحـمـــد
لست الجدير بأن اُقَـدَّمَ واصـفـا
هل لي بمدح محـمد منـدوحـةٌ
وهو الذي للمنتهى قد شـارفـا
وهو الذي فاق الملائـك نـزلـةً
لما استوى في ماانطوى وتآلفا
لمـحـمد فُـتح الـسماءُ لـســدرة
وبسـدرة مازاغَ قلب أوغـفا
ولجنةالمأوى أوى فرأى النَّعيـ
مَ كما الكتاب دعا إليه وعرّفا
هـو حاله حين الجلال أحاطه
أنَّى لحال جاورت أن تُوصفا
وهو الذي بدر السما من أجله
أمر الإلـه بأن يُـشـق مُنَصَّـفا
عَجـبا لـقـلـب يَدَّعـيـها صُحـبةً
ويرى الـوفاءَ قصيـدةً ومُؤَلَّـفـا
كيف المديحُ إذا تَمَـوسمَ حرفـهُ
والحرف إن وَرَدَ المحافلَ زُيِّفا
والهـدي معكـوفا يَئـنُّ لـقــارئ
كيفَ الـثَّناءُ إذا هجرنا الأرْفُـفا
إن زُرتَ للذكرى معاجمَ أحرفي
أو جئتني بالشَّوق يرعدُ عاصفا
سأقولُ:لاـ وأدير وجه مَحـجَّتي
أبـشأن طـهَ نَستَغـيثُ الأحـرفا!
إني إذا أنـشـــدت بيـتا طُـفـتــهُ
ونظرت نحوالحاضرين تخوفا
من أن ينالَ الصِّـدقَ فيه تَشكُّـك
أو لا أصير إذا سُمعتُ مُشَـنِّـفا
وإذا أتـيـت مَـحــافـلا فـكـأنـني
ما جئـتُ طيرا بل أتيتُ مُجدّفا
إن قلت لي:ياشعر بيتك واسترح
يكفـيك صوتي أن يصولَ ويعزفا
أو قلت لي:ياشعر بَوحك دفتر
ودمي الـمُسَيَّل إن تجمّـَد رفْرفا
سأقـول:لاـ حـتى تَـئنَّ كـلالـتي
وترى بلـفظي يُتـمها فـَتُكـاشـفا
دمُـكَ المُـسَيـَّلُ بحره في أحرفي
لولا انسيابُ شواطئي ما ضَـفَّـفا
لكـنني ـ إن كان حـبك صادقـا
لن تلقني في الحـال إلا مُسعـفا
وسأمدح المختار رغم تقاصـري
ويظـل حرفي للـتَّـجـاسر آســفـا
*********
يا كامـلا :قد حَـدَّ قدركَ كـامـلٌ
أيَّـان للمنقوص يجرؤ واصـفا
أنا فى رحابك والحروف تَشُدُّني
وصلا إلـيك كأننـا بك طُـــوَّفـا
فامدد ضياءك تسـتـنرأرواحنـا
إن الطريق إلى رحابك قد صفا
------------------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق