" غربة على عتبات الحنينْ "
يا موطني والعمرُ يمضي والسنينْ
قد ضاقَ صدري واشتكىٰ وجد الحنينْ
يا نجمة الليل الكئيب تحدثي
عن غربةٍ سكنت فؤادَ الساهدينْ
أمضي وقلبي في الرحيلِ مقيَّدٌ
بينَ الوداعِ وحرقةٍ لا تستكينْ
أبكي على دربٍ تركتُ وراءَهُ
أمّّي ودفءَ أحبّتي والصـاحِبِينْ
وتركتٌ في ليل الآسى ذكراهمُ
وتنازعت في خاطري كالمتعبينْ
ما زلتُ أسمعُ في الدجىٰ أصواتهم
كالطَّيفِ يهمسُ في خيالي كلَّ حينْ
إشتاق بيتي حين يعبر طيفه
أستذكر الأحلام حيناً واليقينْ
إنِّي لأذكرُ ضَحْكَةً كانتْ هنا
ملأُت صباحي من عطورِ الـياسَمِينْ
وإذا تذكَّرتُ الرفاقَ تناغمت
أنّاتُ قلبي مثلَ نايات الحزينْ
ما عادَ للفرحِ الصغيرِ مكانُهُ
في مقلتي دمعٌ يُناجي الـخاشِعِينْ
نامَ الرفاقُ وظلَّ جفني ساهرًا
يشكو الفراقَ على المدىٰ للأقربينْ
كم كنتُ أهربُ من همومي ضاحكًا
وأنا الكتوم بغصَّة تأبىٰ تلينْ
يا نسمةَ الأوطانِ قولي للرُّبىٰ
إني غريبٌ بينَ قومٍ العالمينْ
كمْ كانَ حلمي أنْ أعود مكرَّراً
لكنّ بُعدي قاطعٌ لا يستبينْ
يا غربتي، هلْ منْ رجوعٍ ظاهرٍ
يروي الحنين وينتشي بالـسـاكِنِينْ
أرضي هناكَ، وها هنا أقدامُنا
نسعىٰ ونبكي في دروبِ الـتائهينْ
حتى الصلاةُ إذا أقمتُ خشوعَها
هبَّتْ دموعي في رجاءِ الـخاشِعِينْ
ولَرُبَّ ليلٍ في المنافي لو درى
كمْ صاح قلبي يشتهي صبح العرينْ
لكنّني ما زلتُ أرجو خُطْوَةً
لتعيد قلبي من غيابٍ للـقَـرِينْ
سافرت عن وطن الهوىٰ متوجعًاً
لكن قلبي قد سما فيه الحنينْ
يا قلبُ لا تمشي بدرب حائرٍ
حتَّى يزاح من الأنا صوت الأنين
ياليت درب العائدين ممهداً
حتى نفك من الجوىٰ قيد السجينْ
وَغَفَت على كفَّ الجوى أمالنا
وكأن سداً مبتنىٰ للبائيسين
يهوى الغريب اذا تناءت أرضه
حرف الدعاء وأسوةٍ بالصابرينْ
تذرو الرياح حكاية المشتاق قي
ليلٍ يناجي صمت من سكنوا الوتينْ
ما أوجع الأوطان في ترحالنا
وكأن روحا ودعت جسد الدفينْ
يا دار أحبابي متى ميعادنا
إنِّي بشوقٍ مجهدٍ باقٍ متينْ
تذرو الرياح حكاية المشتاق في
ليلٍ يناجي صمت من سكنوا الوتينْ
بقلم سوريانا
السفير .د. مروان كوجر
تعليقات
إرسال تعليق